الحركة والكنيسة

على الأزواج أن يُلبّوا نداء الكنيسة من أجل أنْجَلِةٍ جديدةٍ مُرْتكزةٍ على الحبّ الإنسانيّ والحياة العائليّة، وعليهم أن يَنفتحوا على حاجات مجتمعاتهم وبالأخصّ الحاجات التي تَتَبنّاها الكنائس المحليّة.

  • ترى الحركة نفسها مدفوعة إلى "الخارج" بشكل لا يُقاوَم من أجل الشهادة ونَقْل عطيّة الروحانية الزوجية إلى الآخرين
  • يقول البابا يوحنّا بولس الثاني بمناسبة ذِكرى الخمسين سنة لشرعة فِرَق السيّدة: "على الأزواج المسيحيّين واجبٌ رسوليٌّ في مساعدة الأزواج الآخرين واضعين خبرتهم في تصرّفهم، ومُعلنينَ لهم أنّ المسيح هو نبع الحياة الزوجيّة".

يجب على فرق السيّدة، كما كان يتمنّاه الأب كافاريل، أن يكونوا رأس حربة لكنيسةٍ تترك رَفاهيّتها لملاقاة الأشخاص الأكثر ضعفاً.

 

حركة فرق السيدة والكنيسة

إنّ حركة فرق السيّدة بِحَدّ ذاتها لا تَلْتزم كَجماعةٍ بعملٍ رسوليّ محدّد، بلْ تَطلُب من كلّ زوجيْن فيها أن يَكْتشِفا النداء الذي يوجّهه الربّ لهما والجواب الذي يَنْبغي أن يُجاوبا عليه. لكنّ الألتزامات الخَلاّقة المختلفة لأعضائها لا يجب أن تُنسينا أنّ للحركة كاريزما خاصة بها: على الأزواج أن يُلبّوا نداء الكنيسة من أجل أنْجَلِةٍ جديدةٍ مُرْتكزةٍ على الحبّ الإنسانيّ والحياة العائليّة، وعليهم أن يَنفتحوا على حاجات مجتمعاتهم وبالأخصّ الحاجات التي تَتَبنّاها الكنائس المحليّة.

يقول البابا يوحنّا بولس الثاني بمناسبة ذِكرى الخمسين سنة لشرعة فِرَق السيّدة: " إنّ أكثرَ ما هي بحاجةٍ إليه كنيستنا اليوم، همْ علمانيّون أصحاب تنشئةٍ قويّةٍ يُجَسّدون أيمانَهم في حياتهم اليوميّة. على الأزواج المسيحيّين واجبٌ رسوليٌّ في مساعدة الأزواج الآخرين واضعين خبرتهم في تصرّفهم، ومُعلنينَ لهم أنّ المسيح هو نبع الحياة الزوجيّة".

إنّ الكنيسة تُقِرُّ اليوم أن الأزواج المسيحيّين هم الناشطون الأساسيّون في مجال العمل الراعويّ للعائلة بِفَضْلِ نِعَم سرّ الزواج. ليس المطلوبُ عَرْضُ نَظريّاتٍ وفَرْضُ عقائد، بلْ إظْهارُ جاذبيّةِ الحبّ الزوجيّ إنطلاقاً من خُبُراتهم الحياتيّة، ذلك الحبّ الذي يُلبّي أعمق انتظارات الكائن البشريّ.

في خطابه لفرق السيّدة في روما سنة 2015 يَحُثّنا البابا فرنسيس على عيش "الروحانيّة الزوجيّة" بالعمق والمثابرة وبشكلٍ عمليّ. لكنّه يُذكّرُنا أنّه إنْ لم يكن لهذه الروحانيّة بُعدٌ رسوليّ، تبقى جامدةً في وَسَط الطريق. إنّنا نَكْتسب الكثير من المسيح والكنيسة، وبسبب ذلك، ترى الحركة نفسها مدفوعة إلى "الخارج" بشكل لا يُقاوَم من أجل الشهادة ونَقْل هذه العطيّة إلى الآخرين. يجب على فرق السيّدة، كما كان يتمنّاه الأب كافاريل، أن يكونوا رأس حربة لكنيسةٍ تترك رَفاهيّتها لملاقاة الأشخاص الأكثر ضعفاً.

إنّه نداء جماعيّ ونداء شخصيّ بالوقت نفسه: إن الأنْجَلةَ الجديدةَ تُحَتّم التزاماً جديداً من قبل كلّ شخص في الحركة، وليس فقط من قبل المؤهّلين والاختصاصيّين. إنّ وَعْيَنا لمَحْدوديّتنا يُشكّل دافعاً مستمرّاً للخروج من خُمولنا والانطلاق نحو القداسة: إن الرّسالة تفتح لنا الطريق للتّنشئة والنضوج.

إنّ الحركة في أيّامنا هذه تَعي جيّداً المعنى الحقيقيّ لرسالتها في الكنيسة والعالم. من أجل ذلك، هي تعيد التّأكيد على أنّ الكاريزما الخاصّة بها ليست فقط عيش الروحانيّة الزوجيّة، بل تعزيز الروح الرسوليّة عند كلّ زوجين وكلّ فرقة من الحركة. وهكذا، وبدون التّقليل من الحرّية والمبادرة الفرديّة للأزواج، تقوم الحركة بدعمِ وتشجيعِ برامجَ عمليّةٍ لمرافقة الأزواج الّذين يمرّون بظروفٍ غير عاديّة في المجتمع المعاصر. إنّ ذلك يُعْتَبر مساهمةً عمليةً نستطيع تقديمها للكنيسة في عالم اليوم: تلك هي قوّتنا.

منشوراتنا

25 oct

الرسالة الوطنية لفرق السيدة لبنان (٣٥) – تشرين الأول ۲۰١٧

26 oct

الرسالة الوطنية لفرق السيدة لبنان (٣٦) – تشرين الأول ۲۰١٨